فرع الإسكندرية1ـ الطريق الرئيسي
يمثل الطريق العالمي من الشمال الي الجنوب العنصر الاساسي لممر التعمير,يبدأ الطريق علي ساحل البحر المتوسط في موقع يتم اختياره بينالاسكندريةوالعلمين, ويؤهل إنشاء ميناء عالمي جديد يضاهي الموانيالعالمية الكبري في المستقبل يؤخذ في الاعتبار الحاجة الي توفير استخدامتكنولوجيا المعلومات الحديثة في التعامل السهل السريع مع الصادراتوالواردات والبضائع المؤقتة, ويعيد مثل هذا الموقع المكانة المرموقةللإسكندرية بين المواني العالمية.
يتكون الطريق الرئيسي من ثمانية ممرات علي الأقل اثنان لسيارات النقلواثنان للسيارات الخاصة ذهابا وايابا, كما يلزم ان يمهد الطريق وفقالمواصفات العالمية التي تسمح بالسير الآمن السريع دون توقف إلا في حالاتالطواريء ومحطات الاستراحة والوقود ومراكز تحصيل رسوم السير, وربمايستدعي تأمين صلاحية الطريق إنشاء مؤسسة خاصة تقوم بتحصيل الرسوم اللازمةلهذا الغرض علي مشارف الطرق العرضية.
2ـ الطرق العرضية
يشتمل المقترح علي اثني عشر طريقا عرضيا تربط منها الطريق الرئيسي بموقعمن مواقع التكدس السكاني في الدلتا وبموازاة وادي النيل, تسمح هذه الطرقبالامتداد العمراني غربا في هذه المواقع رويدا رويدا وتضيف بعدام جغرافيالعدد من المحافظات التي تعاني من الاختناق في الوقت الحالي, ويجب ألايسمح اطلاقا بالنمو العشوائي في تلك المناطق بل يجب أن يسبق التخطيطوالتنظيم والخدمات لنمو الحضري لها وتسمح هذه الطرق العرضية التنقل بينالمحافظات بسرعة ويسر كما تؤمن النقل السريع بينها وبين العالم الخارجي.وعلي سبيل المثال, تشمل الطرق العرضية المقترحة ما يلي:
يمتد هذا الفرع من الطريق الرئيسي غربا ليصل الي مدينة الاسكندريةومينائها ومطارها الدولي, ويمكن ان يستمر الفرع شرقا حتي طريق الدلتاالساحلي الي رشيد ثم دمياط, وبذلك يربط الفرع الطريق الرئيسي للممربشمال الدلتا باكملها.
فرع الدلتا
لربط الطريق الرئيسي بمنتصف منطقة الدلتا ربما في مدينة طنطا. مثل هذاالفرع يتطلب المحافظة علي الأراضي الزراعية في مساره وربما يتطلب كباريجديدة علي فرع رشيد وقنوات الري والصرف. الجزء الغربي من هذا الطريقيرصف علي صحراء قاحلة وقابلة للاستصلاح وتمثل بعدا جغرافيا جديدا لمحافظةالغربية أكثر محافظات الدلتا اختناقا علي الإطلاق
فرع القاهرة
يؤهل هذا الفرع ربط الطريق الرئيسي بطريق مصر ـ اسكندرية الصحراوي ثمبأكبر تجمع سكاني في قارة إفريقيا بأكملها, ألا وهي محافظة القاهرة.ويمكن لهذا الفرع أن يستمر شرقا إلي المعادي ومنها إلي طريق السويس كييربط الميناء الجديد بميناء السويس. ويؤهل ذلك نقل البضائع بريا منالبحر المتوسط غرب الاسكندرية إلي البحر الأحمر عبر خليج السويس كمجالإضافي للنقل البحري عبر قناة السويس
فرع الفيوم
يؤهل هذا الطريق تنمية الصحراء في شمال وغرب منخفض الفيوم, ومنطقة غربالفيوم بالذات يمكن تنميتها صناعيا لابعاد الصناعات مثل صناعة الأسمنت عنالمواقع السكنية لتحسين البيئة فيها.
فرع البحرية
يؤهل هذا الفرع وصل الطريق الرئيسي بالواحات البحرية في اتجاه جنوب غربالجيزة, وبذلك يؤهل الفرع الوصل بين واحات الوادي الجديد الشماليةوالطريق الرئيسي. ويسمح الفرع بالتوسع في السياحة في منخفض البحريةوكذلك استخدام ثرواتها المعدنية وخاصة رواسب الحديد.
فرع المنيا
يفتح هذا الفرع آفاقا جديدة للنماء غرب وادي النيل في منطقة تكتظ بالسكانوتحتاج إلي التوسع في العمران لاسيما نظرا لوجود جامعة بها هذا بالإضافةإلي الحاجة لعدد من المدارس ومعاهد التدريب
فرع أسيوط
يمكن إعادة كل ماقيل عن فرع المنيا, إضافة إلي أن هذا الفرع يؤهل السير علي طريق الواحات الخارجة وباقي واحات الوادي الجديد
فرع قنا
يوصل هذا الطريق إلي منطقة واسعة يمكن استصلاح اراضيها تقع جنوب مسار نهرالنيل بين مدينتي قنا ونجح حمادي تكونت التربة في هذه المنطقة نتيجةلترسيب الأودية القديمة مما يعني أيضا احتمال وجود مياه جوفية يمكناستخدامها في مشاريع الاستصلاح.
فرع الأقصر
يؤهل هذا الطريق امتدادا غير محدود للمشاريع السياحية المتميزة فوق الهضبةوغرب وادي النيل بالقرب من أكبر تجمع للآثار المصرية القديمة في الأقصر.إضافة إلي ذلك يمكن استثمار الطبيعة الفريدة في منخفض الخارجة بالإضافةإلي الواحات العديدة والكثبان الرملية الباهرة.
فرع كوم أمبو وأسوان
يعبر هذا الفرع سهلا واسعا يمثل مجري قديما للنيل ولذلك تغطيه تربة خصبةصالحة للزراعة. ولأسباب جيولوجية بدأ مجري النيل الهجرة شرقا حتي وصلإلي موقعة الحالي. ولذلك يمكناستخدام المياه الجوفية المختزنة منذ قديمالزمن في استصلاح هذا السهل الخصيب. امتداد الفرع في اتجاه الجنوبالشرقي يربط مابين الفرع وبين الطريق الرئيسي ومدينة أسوان, مما يسهلنقل المنتجات المحلية إلي المحافظات الشمالية علاوة علي التنمية السياحيةعبر تيسير زيارة المواقع السياحية في منطقة أسوان.
إضافة إلي ذلك يؤهل الطريق تنمية مطار أسوان للتجارة العالمية.
فرع توشكي
يهبط الطريق الرئيسي من الهضبة حيث يتم وصلها بعدة أماكن حول منخفضتوشكي. لقد تم حفر قناة لتوصيل مياء النيل من بحيرة ناصر إلي منخفضتوشكي بغرض استصلاح الأراضي المحيطة بالبرك التي تكونت في المنخفض هذآالمشروع يستدعي عدة سبل للنقل السريع الي المحافظات الشمالية ومنافذالتصدير معا كما يؤهل هذا الفرع وصل المنطقة بالطريق الرئيسي ويسهم فينجاح مشاريع التنمية في منطقة توشكي
فرع بحيرة ناصر
تمثل بحيرة ناصر موقعا متميزا لتنمية الثروة السمكية وصيد الأسماك,وخاصة إذا تم تسهيل نقلها إلي مواقع التكدس السكاني في المحافظاتالشمالية, ويمكن أن يتم ذلك في موقع يتم اختياره شمال معبد أبو سنبل.
3 ـ السكة الحديدية
يشتمل ممر التعمير المقترح علي شريط سكة حديدية للنقل السريع بموازاةالطريق الرئيسي تؤهل هذه الوسيلة نقل الناس والبضائع والمنتجات من جنوبمصر حتي ساحل البحر المتوسط لاسيما وأن السكة الحديدية تعاني منالكهولة. كما لا يصح إنشاء سكة حديدية جديدة داخل وادي النيل لأن في ذلكتعديا علي الأراضي الزراعية
تؤهل السكة الحديدية للنقل السريع شحن الأسماك من بحيرة ناصر التي تذخربالثروة السمكية إلي مواقع التكدس السكاني في شمال وادي النيل. كذلكتمكن الوسيلة من الاستخدام الأمثل في الصناعات العديدة كصناعة الألمومنيومفي نجع حمادي. فتوجود السكة الحديدية الجديدة سوف يجعل النقل من الميناءإلي المصنع ثم المنتج من المصنع إلي السوق يتم في سهولة ويسر وبتكلفةأقل, هذا بالإضافة إلي الحد من الزحام الناتج عن حركة الشاحنات عليالطريق الزراعي الحالي.
4 ـ أنبوب الماء
يلزم توفير الماء الصالح للشرب بطول الممر المقترح فوق هضبة الصحراءالغربية يفضل نقل الماء من بحيرة ناصر أو قناة توشكي داخل أنبوب لمنعالبخر أو تسرب الماء في الصخور ويشمل التخطيط لمشاريع التنمية المختلفةعلي طول الممر استخدام المياه الجوفية في الزراعة والصناعة, ولكن الحاجةالي الماء للاستخدامات البشرية خلال المراحل الأولي للمشروع يتطلب توفيرالأنبوب المذكور
ربما يلزم المشروع خلال تلك المرحلة أنبوب قطره متر أو متر ونصف وهذا ليسبكثير لأن ليبيا قد أقامت النهر الصناعي العظيم لنقل الماء العذب من أبارصحرائها في الجنوب الي مدنها علي ساحل البحر المتوسط في أنبوب قطره أربعةأمتار وبطول2000 كيلو متر. وكما هو الحال في ليبيا, بعد ضخ الماءالي مستوي الهضبة يتم نقله من الجنوب الي الشمال بالميل الطبيعي لسطح شمالإفريقيا
5 ـ خط الكهرباء
يلزم للمقترح إنشاء خط كهرباء للإنارة والتبريد علي طول الطريق الرئيسي,وخاصة لأن مسار الطريق يمر في منطقة صحراوية لاتوجد فيها متطلبات التنميةالأساسية, خلال المراحل الأولي للمشروع في نفس الوقت يجب تشجيع مشروعاتالتنمية العمرانية والزراعية والصناعية والسياحية المنظمة واستخدام مصادرالطاقة المستدامة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
مزايا المشروع
يلزم لأي مقترح لمشروع تنموي دراسة الآثار الجانبية له وخاصة من الناحيةالبيئية, ولأن المشروع المقترح يقلل من تدهور البيئة في وادي النيل فهذايعتبر إحدي مزاياه العديدة. الجانب الأساسي الذي يجب دراسته هو الجدويالاقتصادية للمشروع, أي مدي نجاحه المؤكد من ناحية الاستثمار, وهذايتم من خلال دراسة جدوي يجريها المختصون بناء علي بيانات حقيقيةومنطقية. أما المزايا والمنافع المنتظرة للمشروع فعديدة نوجز منهامايلي:
الحد من التعدي علي الأراضي الزراعية داخل وادي النيل من قبل القطاع الخاص والحكومي معا.
* فتح مجالات جديدة للعمران بالقرب من أماكن التكدس السكاني.
* إعداد عدة مناطق لاستصلاح الأراضي غرب الدلتا ووادي النيل.
* توفير مئات الآلاف من فرص العمل في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والاعمار.
* تنمية مواقع جديدة للسياحة والاستجمام في الصحراء الغربية بالشريط المتاخم للنيل
* الاقلال من الزحام في وسائل النقل وتوسيع شبكة الطرق الحالية.
*تأهيل حياة هادئة ومريحه في بيئة نظيفة تسمح للبعض بالابداع في العمل.
* ربط منطقة توشكي وشرق العوينات وواحات الوادي الجديد بباقي مناطق الدولة.
* خلق فرص جديدة لصغار المستثمرين للكسب من مشروعات في حقول مختلفة.
* مشاركة شريحة واسعة من الشعب في مشاريع التنمية مما ينمي الشعور بالولاء والانتماء.
* فتح آفاق جديدة للعمل والتمتع بثمار الانجاز في مشروع وطني من الطراز الأول.
* خلق الأمل لدي شباب مصر وذلك بتأمين مستقبل أفضل.
مع أن تنفيذ المقترح الحالي قد نوقش من قبل ولكنه يعرض الآن كمشروع للقطاعالخاص, وذلك لأسباب كثيرة. في بداية الاقتراح قدر المختصون تكلفةالمشروع بحوالي ستة بلايين دولار, أما الآن فربما تبلغ تكلفة البنيةالتحتية له أربعة أضعاف هذا الرقم. وهذه القيمة ليست بالكثير في الوقتالحالي لاسيما أنها تؤمن مستقبل شعب بأكمله وتنقذ مصر من الوضع الاقتصاديالمتردي في هذا الوقت بالذات. وربما تمكن المستثمرون من تأمين المبلغالمطلوب لتنفيذ المشروع عبر بيع الأراضي الصالحة للإعمار علي جانبي الطرقالعرضية في بداية المشروع, ونحن نعلم أن أسعار أراضي البناء تزداد بسرعةخيالية حاليا.
يتطلب المقترح دراسة مستفيضة بواسطة أهل الخبرة في المهن المختلفة,وياحبذا أن يكون من يقوم بالدراسات المطلوبة, بدعم من القطاع الخاصالمعني, خبراء في مراكز الأبحاث والجامعات حتي نتحقق أن المقترح يتمتقديمه جديا بواسطة أهل الخبرة والمعرفة في جميع المجالات. في نفس الوقتيجب مناقشة مثل هذا المشروع الحيوي في البرلمان لكي يمكن سن القوانينواتخاذ الاجراءات التي تحمي الناس من الروتين الحكومي أو استغلال بعضالعاملين في القطاع الخاص.
وياحبذا لو بدأ التفكير منذ لحظة الانطلاق بمشاركة أوسع شريحة ممكنة من الناس. فيمكن لكل محافظة مثلا البدء في إعداد قائمة بمشروعات التنميةوأولوياتها بناء علي احتياجاتها الحقيقية وفي ضوء مواردها من العمالةالفنية اللازمة وقدراتها الأخري. وفي نفس الوقت يجب عدم المساس باستقطابعمالة أجنبية للعمل في المشروع مهما كانت الأسباب لأن المصري أو المصريةيمكن تدريبهما للقيام بأي عمل كان وبأعلي مستويات الأداء العالمية.
وكذلك يمكن تشجيع شباب الجامعات من خلال مسابقات لاختيار مشاريع تنميةتقام في محافظاتهم حتي طلبة المدارس يمكنهم المشاركة بمسابقات لاختيارأسماء الطرق العرضية والمدن والقري التي سوف تنشأ علي جوانبها. مشاركةالشباب مهمة للغاية لأن الهدف من المشروع هو تأمين مستقبلهم عبر إتاحة فرصعمل لانهائية أمامهم.
معني ذلك أن الباب مفتوح علي مصراعيه لمشاركة من يود أن يدلو بدلوه عليشرط أن تكون الأفكار المقدمة ليس الغرض منها هو الكسب الشخصي الضيقوالمحدود, ولكنها تصب أولا وأخيرا في الصالح العام, وهكذا تتقدم الدولويعمل الناس بعزم ونشاط وولاء وانتماء وتزدهر الحياة مرة أخري في واديالنيل الخالد.
خاتمة
عادت حفيدتي ياسمين(10 سنوات) من مدرستها في واشنطن لتخبر أمها أنالمدرسة ذكرت اسم مصر في أول درس من دروس التاريخ, وأضافت أن المدرسةقالت إن التاريخ يعيد نفسه وسألت أمها هل هذا صحيح؟
فعندما أجابتها الأم بالايجاب سألت بحماس شديد: هل هذا يعني أن مصر يمكن أن تعود عظيمة مرة أخري؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق